الرئيس بشار الأسد يستقبل المفكر د.عزمي بشارة
وزيارة عزمي للسويداء-( اهلاَ بك يا اخ عزمي في بلدك- ابو صافي)
تظاهرة ثقافية لتكريم المفكر عزمي بشارة في جامعة دمشق
حديفي: اعتاد بشارة على قول الحق في زمن أصبح الحق غريباً عنه
بشارة: تعيش فلسطين في أعماق الشباب المهجّرين كأنهم ولدوا وعاشوا فيها
استقبل الرئيس بشار الأسد في قصر الشعب، ظهر أمس الأول، الثلاثاء 20 نيسان، المفكر د.عزمي بشارة، وذلك في لقاء مطول دام أكثر من ساعتين.
وجاء أن اللقاء قد جرى فيه بحث التطورات العربية والإقليمية وعلى مستوى القضية الفلسطينية.
كما أجرى د.بشارة في اليوم التالي سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين بمن فيهم نائب الرئيس السيد فاروق الشرع، والدكتورة نجاح العطار.
وقد تأكدت هذه اللقاءات رغم أنه غالبا ما لا يعلن الدكتور عزمي بشارة عن لقاءاته مع المسؤولين العرب.
هذا وقد نُظِّم للدكتور بشارة استقبال شعبي وطلابي حاشد في جامعة دمشق، فرع السويداء، حيث ألقى محاضرة وجرى تكريمه من قبل الجامعة والمحافظة.
وعلم أن هذه اللقاءات الهامة قد تمت بعد عودته من لبنان حيث عقد لقاء مفتوح معه في إطار مؤتمر الشباب الفلسطيني الأول في لبنان، وفي اجتماع اللجنة التحضيرية للهيئة الوطنية للحفاظ على الحقوق الثابتة لشعب فلسطين الذي عقد في بيروت وجرى فيه بحث التحضيرات لمؤتمر الهيئة، كما جرى فيها بحث الانتسابات لهذه الهيئة.
تظاهرة ثقافية لتكريم المفكر د.عزمي بشارة في جامعة دمشق
كتبت صحيفة "الحقيقة":
من أكثر ما يميز المفكر العربي عزمي بشارة، هو الحضور الجماهيري اللافت، خصوصاً من جيل الشباب/ طلبة الجامعات، لندواته الفكرية التي تعقد في مختلف المدن العربية. وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً يبدو غريباً بعض الشيء، عن أسباب عزوف الجماهير، وخصوصاً جيل الشباب، عن مثل هذه الندوات التي تعنى بشؤون الفكر والسياسة.. في حين تجتمع حشود لافتة للاستماع إلى الدكتور بشارة.
وربما لا نضيف جديداً إذا تحدثنا عن "كاريزما" سياسية، يتمتع بها بشارة، تتعلق بـ "كلام السياسة" الذي اعتاد عليه الجمهور العربي، أيديولوجياً جافاً، أو شعاراتياً متخشباً.. في حين يبدو "كلام السياسة" عنده، واقعياً، واضحاً، بلا تعقيدات أو "فذلكات" في سبيل "تخريجات" أيديولوجية.
حيث اعتاد المستمع إلى المفكر عزمي بشارة، على لغة بريئة من "تأتأة" السياسيين "المفكرين" و"مأمأتهم"!!
فقد لبى الدكتور بشارة دعوة كلية الآداب الثانية في بلدة عريقة، محافظة السويداء، بالتعاون مع صحيفة "الحقيقة"، حيث استُقبل بالأهازيج والدبكات الشعبية.. قبل أن يفتتح معرضاً فوتوغرافياً بعنوان "صور من غزة" رصدت فيه الصور معاناة وصمود أهلنا في غزة تحت الحصار الوحشي الإسرائيلي.
وبعد كلمة الترحيب التي ألقاها الدكتور منصور حديفي عميد الكلية، ألقى الدكتور بشارة محاضرة بحضور حشد كبير ومتميز من أساتذة الجامعة وطلابها، ومن المثقفين والمهتمين، وحضور لافت للعديد من وسائل الإعلام المتنوعة. إضافة إلى الشخصيات الرسمية، الحزبية والمدنية، في الدولة.
واختتمت هذه التظاهرة الثقافية بحفل توقيع بشارة كتابه الجديد الذي حمل عنوان "فلسطين وثقافة الحرية". وقدم عميد الكلية درع الجامعة، ومنحوتة بازلتية من عمل الفنان إياد دوارة، كهدية تذكارية للمفكر العربي الكبير.
وقد عبّر الدكتور "حديفي" عن اعتزازه وتقديره لتواجد المفكر العربي الكبير بشارة، في أروقة كلية الآداب وبين طلابها، وهو الذي اعتاد على "قول الحق في زمن أصبح الحق غريباً عنه". متمنياً أن يكون هذا اللقاء فرصة ليست أكاديمية وحسب، وإنما فرصة ثقافية وشعبية للاستماع والحوار المثمر والبنّاء مع مفكر رفيع المستوى من طراز الدكتور بشارة.
ثم شكر الدكتور حديفي، صحيفة "الحقيقة" على بادرتها الكريمة في الدعوة والتعاون مع الجامعة في هذا اللقاء الهام، ودعا إلى مزيد من التعاون في سياق نشاطات غنية ومتنوعة على الصعيدين الفكري والثقافي.
وقد دعا بشارة في محاضرته، الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وكسر الحصار العنصري عن غزة، التي مازالت تعاني من حصارها الوحشي الخارج عن كل الأعراف والشرائع السماوية والقيم الإنسانية، تجاه شعب أعزل احتلت أرضه وعانى من التشرد والعدوان لأكثر من نصف قرن.
وأكد بشارة أن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على غزة، حوّلها إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، يفتقرون إلى أبسط وسائل الحياة في حالة لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلاً، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسة الحصار والعدوان لأن الشعب الفلسطيني في غزة رفض الاستسلام واختار طريق المقاومة والصمود.
ورأى د.بشارة أن حصار الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة في غزة، وعدم منحها الفرصة لممارسة مسؤولياتها بعد فوزها في الانتخابات، وتبني سياسة الإملاءات الإسرائيلية على حساب الانتخابات الديمقراطية وإرادة الشعوب، كشفت زيف الديمقراطيات الغربية.
وأشار إلى أن سياسة الحصار والتهجير التي تمارس على الشعب الفلسطيني تأتي في سياق محاولات الضغط المستمرة عليه للتخلي عن خيار المقاومة، مؤكداً عقم هذه المحاولات فالشعب الفلسطيني لن يسقط خيار المقاومة، حيث أن خيار المفاوضات مع الكيان الصهيوني أدى إلى خلق شرخ في الصف الفلسطيني، وإلى زيادة الاستيطان الإسرائيلي بمعدل ثلاثة أضعاف، واستمرار إسرائيل في حصارها للشعب الفلسطيني، وتهجيره من وطنه.
وتحدث عن لقاء جمعه بمجموعة من الشباب الفلسطيني في العقد الثاني من أعمارهم، يعيشون بمختلف المخيمات في لبنان، ولاحظ أنهم يعيشون أزمة التهجير من فلسطين وكأنها حدثت بالأمس، وتعيش فلسطين في أعماقهم كأنهم ولدوا وعاشوا فيها، ولم يغادروها أبداً.
ومن جهة ثانية، أكد الدكتور بشارة على نجاح المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والعراق خلال الفترة الماضية، في إفشال سياسة المحافظين الجدد وإسقاطهم إقليمياً ودولياً، بمساندة من الشعب العربي، ومن موقف سورية الوطني والقومي الثابت، وخياراتها الاستراتيجية، لافتاً إلى الدور الذي قامت به لإفشال محاولات شق الصف العربي.
وموضحاً أنه مع سقوط المحافظين الجدد، تم إحباط المشروع الأمريكي الإسرائيلي الهادف إلى السيطرة على المنطقة بعد تفتيتها إلى كيانات معزولة وضعيفة.
واستغرب الدكتور بشارة هذه "الحمية" الأميركية في محاصرة ومنع الدول من امتلاك طاقتها النووية، بحجة أنها قد تتحول إلى سلاح يهدد السلم العالمي، في حين أن الولايات المتحدة كانت من أول الدول التي امتلكت السلاح النووي، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمته، ومازالت آثاره تظهر هنا وهناك، وتقلق الضمير العالمي في ناغازاكي وهيروشيما.. الأمر الذي يثبت أن أميركا غير مؤتمنة على امتلاك النووي. وربما الأحرى بأميركا هو الدعوة إلى نزع وتدمير السلاح النووي على مستوى العالم أجمع وفي قاراته الخمس، وأولها أميركا التي اكتوى جزء من العالم بنيران سلاحها النووي كما أسلفنا.
واختتم بشارة محاضرته إلى الدعوة للاستعداد وتعزيز قدرة الردع، وقوة الإرادة لدى الشعوب العربية، والجمع بين الحكمة والشجاعة، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، مشيراً إلى أن إسرائيل غير قادرة على شن الحرب ودفع ثمنها رغم هوسها بذلك.